لقد أضحى الإنسان المعاصر في ظلّ جنوح العولمة وتجاوزاتها، وتحت وطأة اقتصاد السوق والتكنوقراطية، وفي أجواء الغفلية والسرية المدينية، واللاتجذر المعمّم، وكذا انحسار السلطات الأسرية والعمومية، مسحوقاً بين شِقّي الفوضى والارتباك. وغدا في عالم بهذه المعالم من المستحيل على إنساننا المعاصر أن يجبه بمفرده أعراضاً تتربص به ريب المنون. لهذا بات سؤال المعنى يُوجّه بإلحاحٍ شديدٍ إلى كل من التحليل النفسي والدين. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا الكتاب هو التالي: أي علاقة تنعقد أواصرها بين التحليل النفسي والدين؟