يعرض علينا شخصية سلبية ، إنساناً يزخر قلبه مرارة ، و يفيض إحتقاراً للناس و لنفسه . و الحق أن بطل القصة أشبه بحالم رومانسي تبددت أوهامه و زالت عن عينيه الغشاوة و تحرر من الفتنة و السحر. و تتابع الأحداث و نرى البطل يهاجم بحماسة و حرارة نظريات المنفعة و النظريات المادية التي راجت في عصره رواجاً كبيراً، و هنا إنما ينطق البطل بلسان دوستويفسكي نفسه. فأما القسم الاول من الكتاب فليس إلا نوعاً من حديث الإنسان مع نفسه أو هو نوع من الإعتراف