، ثمّة حضور طاغٍ لشخصية المتصوف الحلاّج، ليس فقط في استدعاء حكايته ومأساته، أو حتى إعادة محاكمته في الوقت الرّاهن وفقا لاستدعاء الشهود، كما فعل الراوي الدكتور نوري إبراهيم. وإنما حضور الحلاج يتأتى في حضور السّياق التاريخي، الذي وقعت فيه المأساة، بكلّ ملابساته وأزماته والأهم أفكاره وعقلياته، وهو ما يكشف عن عمق المأساة، مع فارق الزمن، حيث كان الحلاّج يعيش في القرن الخامس الهجري مقارنة بالقرن الخامس عشر الذي حدثت فيه وقائع وأحداث الرواية؛ فالمؤسف كما يقول الراوي أن “العقول لبثت كما هي، لم تتبدّل ولم تتغيّر، رغم مرور القرون والمئات من السنين