عدد الصفحات : 237 صفحة
يروي بولجاكوف على أنه يحلم بمشاهدة هذا القتل ويقول إنه مات في الحلم، ليس بالمعنى الحرفي، إذ لا يزال الراوي يكمل قصته أنه صرخ على المجرمين والقتلة، ثم اندفع ببندقيته لقتل نفسه قبل أن يأتي رجال بيليورا وينهوه، لكن البندقية بقيت عالقة، واستيقظ وهو يصرخ هلعاً.في وضع بولجاكوف آنذاك، هل هذه الجهود والمحاولات - كل هذا العمل وإعادة العمل، يسعى جاهدا لتفكيك المأساة مع المأساة - الناتجة من المعرفة و الوعي الذاتي؟ وأود أن أقول المعرفة الذاتية والوعي الذاتي، وبين المعرفة نفسها والسعي النشط للتوصل للصدق الفكري.بالنسبة "لكاتب عظيم في رأيي كبولجاكوف، ليست المعرفة بحد ذاته التي دفعته للعمل إنما النضال نحو تحرير الفكرة ، فإن الشك والتردد في اليقين، والنضال، لمعرفة هذا الوعي التعقيدي أمام الكثير من الإحباطات والعمليات المضنية التي مر بها في محاولته للحصول على فرصة للاستمرار، جعلت هذا العمل الأكثر تولداً مع المآسي قادراً ببساطة على دفع العمل أخيراً لرقابة القارئ وتحليله وحكمته